- تأليف :
- خليل بيدس
- الناشر :
- الرقمية للنشر والتوزيع الإلكتروني
- رقم ISBN :
- 978-9950-8505-5-2
- تاريخ النشر الرقمي :
- 2012-06-07
- لغة الكتاب :
- العربية
- عدد الصفحات :
- 128
منذ سنوات طويلة ودارسو الأدب الفلسطيني عالة على كتاب د. ناصر الدين الاسد « خليل بيدس رائد القصة العربية الحديثة في فلسطين » ( 1963 )، فيما يتعلق بالكتابة عن رواية «الوارث » ( 1920 ) للكاتب القاص والروائي خليل بيدس.
وربما حفيت أقدامهم، أو كادت، وكلت ألسنتهم وما ملت، وهم يبحثون عن الأصل ويسألون، ولا من مجيب، فالرواية ضاعت أكثر نسخها، وضاعت النسخة التي اعتمد عليها د. الأسد في كتابه. ولما كان أكثر الدارسين يؤرخون لبداية الرواية الفلسطينية، في الفصول الأولى، من كتبهم، كان لابد من التوقف أمام رواية بيدس « الوارث»، ولما كان الأصل غير متوفر، فقد اعتمدوا على ملخصه الذي قدمه د. الأسد، وهو ملخص جيد وممتاز ومفيد، ولكن شتان بين قراءة الأصل وقراءة الفرع، بين قراءة المتن وقراءة الهامش.
- حرر المادة
منذ سنوات طويلة ودارسو الأدب الفلسطيني عالة على كتاب د. ناصر الدين الاسد « خليل بيدس رائد القصة العربية الحديثة في فلسطين » ( 1963 )، فيما يتعلق بالكتابة عن رواية «الوارث » ( 1920 ) للكاتب القاص والروائي خليل بيدس.
وربما حفيت أقدامهم، أو كادت، وكلت ألسنتهم وما ملت، وهم يبحثون عن الأصل ويسألون، ولا من مجيب، فالرواية ضاعت أكثر نسخها، وضاعت النسخة التي اعتمد عليها د. الأسد في كتابه. ولما كان أكثر الدارسين يؤرخون لبداية الرواية الفلسطينية، في الفصول الأولى، من كتبهم، كان لابد من التوقف أمام رواية بيدس « الوارث»، ولما كان الأصل غير متوفر، فقد اعتمدوا على ملخصه الذي قدمه د. الأسد، وهو ملخص جيد وممتاز ومفيد، ولكن شتان بين قراءة الأصل وقراءة الفرع، بين قراءة المتن وقراءة الهامش.
ضاعت فلسطين، حتى اللحظة، وضاعت مكتبات أكثر أدبائها الذين أسسوا لحركة أدبية، منذ بدأت فلسطين تتشكل وحدة جغرافية، وما لم يضع منها سرقه الذين سرقوا وطنا بأكمله، باستثناء سكانه، فمن لم يقتلوه هجروه، ومن لم يهجروه حاصروه، ومن هجروه سلبوا أملاكه، بيته وأرضه وكتبه، وكان علينا، ونحن نبحث عن كتبنا الضائعة أن نبحث عنها في ما تبقى من مكتبات شخصية استطاع أصحابها إما حفظها أو نقلها بعيدا عن يد الغاصبين، وهذا ما كان، فقامت «الرقمية» للنشر والتوزيع الإلكتروني بالبحث المضني والشاق عن «الوارث»، وكل لسان افرادها حتى عثروا على نسخة من الرواية التي بين يدينا اليوم. وحين تنشر هذه الرواية، الآن، فإن دارسين كثيرين ممن لم يقرأوها واعتمدوا في كتابتهم عنها على ما تركه لنا د. الأسد من ملخص لها في كتابه، سوف يعيدون النظر فيما كتبوا، وربما أكون أنا واحداً منهم. لقد كتبت عن صورة اليهود في الرواية، وحين شرعت في قراءتها، لاحظت أنني قد أكتب، الآن، غير ما كتبته يوم اعتمدت على الملخص الذي قدمه لنا د. الاسد.
وإذا ما ابتعدت عن السياق قليلا، علما بأن ابتعادي يصب في جوهر ما أريد قوله، فإنني ألفت نظر القارئ إلى الخطأ الذي وقع فيه فاروق وادي ودارسون كثر حين توقفوا أمام رواية عارف العارف «مرقص العميان»، ولم يتدارك خطأه إلا في فترة متأخرة.
ذهب فاروق وادي، اعتمادا على دراسات سابقة، ونـتيجة لعدم قراءة الأصل، إلى أن « مرقص العميان » هي رواية فلسطينية، دون أن يلتفت وغيره إلى أنها رواية لبنانية. لقد خانهم غياب النـص وعدم الإلتفات إلى تشابه الأسماء، فهناك عارف العارف اللبناني وعارف العارف الفلسطيني، ونسبوا رواية الأول إلى الثاني، ولو قرأوا النص قراءة داخلية لما توصلوا إلى ما توصلوا إليه. وأظن أن أحكاماً كثيرة أصدرها دارسو ملخص رواية « الوارث » يمكن أن يعاد النظر فيها، حين تقرأ الرواية اعتمادا على أصلها، لا على ملخصها.
كتب خليل بيدس « الوارث » ( 1920 ) بعد أن ترجم روايات أجنبية كثيرة عن الروسية، ونشر أكثرها في مجلة « النفائس»، وهكذا كانت أهميته تنبع من تعدد نشاطاته: الترجمة وإنشاء المجلات لنشر النتاج على صفحاتها، ثم التأليف، ولم يكتف بما سبق، فلقد أخذ، فيما بعد، ينظّر لفن الرواية. ومن قرأ مجموعته القصصية « مسارح الأذهان» (1924 )، وقد أعاد إتحاد الكتاب الفلسطينيين في بيروت، في ثمانينيات القرن العشرين، طباعتها، من قرأ مجموعته القصصية لاحظ المقدمة التي صدر بها المجموعة، وكانت تدور حول فن الرواية، لا حول فن القصة القصيرة، وربما وجب أن يكتب بيدس ما كتب في العام 1924 في العام 1920، وأن يصدر روايته «الوارث» به. ويمكن القول إن الخطوط العامة لفن الرواية، كما فهمه بيدس، ينطبق على روايته الأولى الوحيدة.
يكتب الروائي نصه لعامة القراء، وينحاز للفضيلة ضد الرذيلة، ويراعي الجانب الفني، وينبغي أن يكون خبيرا بالنفس الانسانية وعالما بأحوال المجتمع. وقد راعى هذا في الوارث.
وربما تبدو « الوارث » الآن رواية عادية في موضوعها وأسلوبها وطريقة معالجتها، ولكنها ستظل رواية مهمة لدارسي الأدب الفلسطيني وقارئيه، ذلك أنها اللبنة الأولى في عمارة الفن الروائي الفلسطيني الذي أخذ ينمو ويزهو ويقوى، وينافس أيضا فنونا أخرى مثل الشعر والقصة القصيرة. ومن يدري فقد يتفوق عليها.