نقد أدبي
1 |
شهرزاد مازالت ترويفراس حج محمدمنذ اخترعت اللغةُ تاء التأنيث ونون النسوة، صار للغة والفكر انحياز جماليّ خاصّ، وصار للمرأة حضور لافت، في كلّ مجالات الحياة الإنسانية، وهنا في هذا الكتاب محاولة تبدو طريفة في الاحتفاء بتاء التأنيث ونون النسوة، في الوقت الذي يحتفي العالم بالمرأة على طريقته الخاصة في الثامن من آذار من كل عام، أحاول كذلك الشيء نفسه، ولكن بطريقة خاصة أيضا، إذ أبرز في هذا الكتاب الأصوات النسائية الأدبية، شعرا ونثرا، بعرض جوانب من الإبداع النسويّ، غير منحاز، على أي حال، إلى مصطلح النسوية وجندرة الإبداع، وتقسيمه إلى ذكوري وآخر نسائيّ. لم تكن هذه المقالات هي كلّ ما كتبته عن المرأة الكاتبة، بل سبق لي أن كتبت مقالات متعددة عن المرأة في كتابي \"ملامح من السرد المعاصر\" في جزأيه الأول والثاني، ولم أكن أتعامل مع تلك النصوص باعتبار الجندرية، إلا ما كان النص يفرضه على القارئ، عندما ينطلق النص من فلسفة خاصة أو موضوع خاص بالمرأة، فلا مندوحة إذن عن أن يتم مناقشة مثل تلك القضايا الفكرية، وانعكاساتها على النصوص المدروسة. |
السعر : 5 $
![]() |
|||
2 |
خداع الذات: المسرح الإسرائيلي وحرب 1967 ومختارات من أعمال حانوخ ليفينأنطوان شلحت
يستهل الكتاب دراسة حول ردّة الفعل على حرب حزيران 1967 في النصوص الثقافية الإسرائيلية، والتي تميزت عمومًا، كما يؤكد المؤلف، بمماشاة \"الإجماع الصهيونيّ العام\" وبمجانبة دلالات السياق الموضوعي لتلك الحرب، وهو السياق الذي تأخرت قراءته حتى من جانب دراسات العلوم الاجتماعية. وقد انسحبت هذه المجانبة والمماشاة على الأدب، كما على المسرح الإسرائيلي. كما أنهما طغتا على الأغنية الإسرائيلية. بيد أنه بالذات على خلفية حرب حزيران 1967 وعلى رغم ما سلف شهد المسرح الإسرائيلي ظاهرة فريدة من نوعها، تمثلت في ما قدمه كاتب إسرائيلي شاب في ذلك الوقت يدعى حانوخ ليفين (1943- 1999) من نصوص مسرحية ساخرة. وترجع فرادتها أساسًا إلى جوهر الدور الذي أدّاه ذلك المسرح ولا يزال في مجال التساوق مع \"الإجماع\" السالف. كما يحتوي الكتاب على ترجمة عربية لثلاثة نصوص مسرحية ساخرة من أعمال حانوخ ليفين تعكس روح كتابته، بقدر ما تشفّ عن المناخ الرسميّ والشعبيّ الذي راج في أعقاب تلك الحرب. ويشير مؤلف الكتاب إلى أنه في هذه النصوص- \"أنت وأنا والحرب القادمة\" و\"كتشوب\" و\"ملكة الحمّام\"- ابتكر حانوخ ليفين أداة فنية- أدبية للنقد السياسيّ. ويكمن جوهر هذا النقد في تعرية الخداع الذاتيّ الذي أمسك بتلابيب المجتمع الإسرائيلي، من منطلق الفرضية الذاهبة إلى إمكان اتخاذ مواقف تفتقر إلى الخداع الذاتي اتسم بها ليفين نفسه. كما يكمن في تعرية المعاناة التي يتسبب المجتمع الإسرائيلي فيها من منطلق الفرضية القائلة إنّ في وسع هذا المجتمع- إن أراد- عدم التسبب فيها. وعندما كتبت هذه الأعمال الساخرة في أعقاب حرب حزيران 1967 كانت كذبة \"اللاخيار\"واحدة من المصادر الرئيسة لخداع الذات والمعاناة في المجتمع الإسرائيلي، ولذا فقد وجّه ليفين إليها أيضًا الكثير من سهام نقده. ويشير شلحت إلى كون ليفين، في كتابته المسرحية المواكبة لتلك الحرب، استثناءً لا أكثر، وهذا ما ظلّه حتى رحيله في العام 1999. وهو من صنف الاستثناء الذي يحيل إلى القاعدة المشار إليها بعد أن يثقبها، علاوة على كونه موازيًا ومناقضًا لحالات استثنائية أخرى لا تصبّ في مصلحة التمرّد على القاعدة. وإنّ مثل هذا الصنف الأول من الاستثناء تفتقر إليه الكتابة الأدبية الاحتجاجية في إسرائيل الآن. وهو يرجع ذلك إلى مبلغ تحصّن الأشياء التي اعتبرتها الدولة الإسرائيلية أشبه بالبديهيات، المفهومة ضمناً، الخاضعة لقانون المسكوت عنه، في النصّ الأدبي الإسرائيلي. وتقدّم الدراسة عرضًا مفصلاً للزوبعة وحملة \"صيد الساحرات\" التي تعرضت لها مسرحية \"ملكة الحمّام\" لدى عرضها في أوائل السبعينيات وشاركت فيها كل أجهزة الدعاية الإسرائيلية، الرسمية والشعبية. كما شارك فيها وزراء وجنرالات وصحف وأحزاب، بقوى مشتركة، مستغلين كل الوسائل الحكومية التي في حوزتهم. وكيف أنه في النهاية رضخ مسرح \"الكاميري\" في تل أبيب وأسقط المسرحية عن الخشبة بعد تسعة عشر عرضًا فقط. كذلك تتناول تاريخ المسرح الإسرائيلي وكيفية تناوله للشخصية العربية في المراحل المختلفة، وصولاً إلى الزمان الراهن.
|
السعر : 6 $
![]() |
|||
3 |
اليهود في الرواية العربية " جدل الذات والآخر "عادل الأسطة
هذه دراسات ومقالات أنجزتها حول صورة اليهود في نصوص روائية عربية معاصرة. ويعود سبب جمعها في كتاب إلى اهتمام الجامعات العربية ومراكز البحوث في العالم العربي بهذا الموضوع، اهتماماً بدا في السنوات الأخيرة لافتاً. فما من مؤتمر تعقده هذه الجامعة أو تلك، في كليات الآداب، يتمحور حول حوار الحضارات أو حوار الثقافات أو حوار القارات، إلا وكانت الكتابة حول صورة الذات والآخر في الأعمال الأدبية محوراً بارزاً من محاوره. وقد أصدرت بعض مراكز الدراسات العربية، وأخص بالذكر هنا مركز دراسات الوحدة العربية، العديد من الدراسات حول صورة الآخر وصورة الذات، مثل صورة العربي في المناهج الفرنسية، أو صورته في الإعلام الألماني، أو صورة العرب لدى الأتراك، أو صورة الأتراك لدى العرب. ولعل أضخم هذه الدراسات تتمثل في كتاب \" صورة الآخر: العربي ناظراً ومنظوراً إليه \" ( 1999 ) الذي حرره الطاهر لبيب. ولم تقتصر الكتابة على التأليف، إذ عكف مترجمون على ترجمة كتب ودراسات أنجزها مؤلفون غربيون، أبرزها الكتب التي تناولت صورة العربي في الأدب العبري، وهي كتب صدرت بالإنجليزية، مثل كتاب ( ريزا دومب ) وكتاب ( جيلا رامراس راوخ )، وقد صدر الأول في الأردن وصدر الثاني في القاهرة. ومنها أيضاً الدراسات التي كتبت بلغات أخرى في الموضوع نفسه، مثل دراسة الألمانية ( أوتي بوهايمر ) التي نشرت في رام الله على صفحات جريدة الأيام ( 1996 ). وكان هناك دارسون عرب وغربيون التفتوا إلى هذا الموضوع في أوساط السبعينيات ( من ق 20 )، وكتبوا عن صورة اليهود في الأدب العربي، ونشروا دراساتهم بالانجليزية في مجلات تصدر في أمريكا، أبرزها مجلة العربية ( 1978 ). وما زالت الكتابة في هذا الموضوع، حتى هذه اللحظة، تلفت الأنظار. كتب الدارسون العرب عن صورة اليهود في الأدب العربي منذ نهاية القرن التاسع عشر حتى أوساط القرن العشرين. وكتبوا أيضاً، كما كتب دارسون غربيون، عن صورة الأوروبي في الأدب العربي، بخاصة في أعمال الرواد ( توفيق الحكيم، يحيى حقي، سهيل ادريس، الطيب صالح )، وأبرز هؤلاء الدارسين جورج طرابيشي و ( روتراود فيلاندت ) وحليم بركات ويوسف الشويري ورشاد الشامي. ويمكن أن يضاف إلى هؤلاء كتاب آخرون أنجزوا دراسات قصيرة نشرت في كتب صدرت عن مؤتمرات جامعية هنا وهناك، في عمان وفي دمشق وفي بيروت وفي القاهرة. وإذا كانت الكتابة عن اليهود برزت في كتابات كتاب عرب، فإنها منذ بداية المشكلة الفلسطينية، مع صدور وعد بلفور، بدأت تبرز بشكل لافت ومكثف في كتابات الأدباء الفلسطينيين. بدأت في الشعر منذ 1913، وفي النثر منذ 1920 تاريخ صدور أول رواية فلسطينية لخليل بيدس. ومنذ ذلك العام بدأت الكتابات تتوالى، لتبرز في الأدب الفلسطيني أكثر من ظهورها في الأدب العربي. وكان هذا ما حثني على إنجاز دراسة علمية حول صورة اليهود في الأدب الفلسطيني، بعد أن كنت قررت أن أكتب عن صورتهم في الأدب العربي. وإذا كان هناك أدباء عرب أبرزوا فيما كتبوا شخصيات يهودية، بعد قيام دولة إسرائيل، وكتبوا عن يهود عرب، ومن أبرز هؤلاء الروائي المصري إحسان عبد القدوس، فإن كتاباً آخرين بارزين، مثل نجيب محفوظ، لم يبرزوا في أعمالهم شخصيات يهودية، بل إن أعمالهم قلما حفلت بشخصيات فلسطينية. ولم ألتفت، شخصياً، إلى دراسة لافتة أنجزت حول النصوص العربية الصادرة بين ( 1950-1990 ) تتناول شخصية اليهودي في الرواية العربية. ولعل الدراسة الوحيدة هي تلك التي أنجزها الدكتور المصري رشاد الشامي تحت عنوان \" الشخصية اليهودية في أدب إحسان عبد القدوس \" ( القاهرة، 1992 ). والتفت، وأنا أقرأ روايات عربية ( صدرت في العقد الأخير من ق 20 ) إلى أن مؤلفيها أظهروا فيها شخصيات يهودية، ومن أبرز المؤلفين إلياس خوري اللبناني، وعبد الرحمن منيف النجدي، وممدوح عدوان السوري، وزياد قاسم الأردني. بالإضافة إلى كتاب آخرين مثل جاسم المطير وأمين معلوف وفوزية شويش السالم. وكان أن أنجزت عن أكثرها دراسات هي التي يضمها هذا الكتاب. ولا تقتصر الكتابة هنا على كتاب عرب، إذ يضم بين ثناياه دراستين أولاهما تحت عنوان \" الديوث اليهودي: هل هو اختراع عربي؟ \" وثانيتهما تحت عنوان \" صورة الذات والآخر في رواية غسان كنفاني \" عائد إلى حيفا \" على ضوء صورتهم في رواية الكاتب الأمريكي الصهيوني ( ليون أوريس ) \" أكسودس \". استعرضت في الأولى فكرة الديوث اليهودي في نصوص فلسطينية، وبحثت عنها في نصوص عبرية نقلت إلى العربية، مثل رواية الكاتب الإسرائيلي ( أ.ب. يهوشع ) \" العاشق \"، وهي فكرة تتكرر في رواية ممدوح عدوان \" أعدائي \" وفي رواية عبد الرحمن منيف \" أرض السواد \"، وإن اختلف التصوير واختلفت المعالجة. بل إن هذه الفكرة تبرز بوضوح في مسلسل الشتات الذي عرضته فضائية المنار اللبنانية في رمضان من العام 2003، وذهب المشرفون على الفضائية وكاتبو المسلسل إلى أنهم، في كتابتهم، اعتمدوا على مصادر ومراجع يهودية وصهيونية. وفيه - أي في المسلسل - بدت صورة الديوث أوضح ما تكون. ولعل ما كتب عن هذه النصوص وعن المسلسل ما يتمم ما ورد في دراسة \" الديوث اليهودي: هل هو اختراع عربي ؟ \" وهي دراسة أنجزت قبل فترة من صدور الروايات وعرض المسلسل. وبينت في الدراسة الثانية كيف أن تشكل الذات والآخر في الأدب الفلسطيني - ويمكن القول في الأدب العربي، وهذا ما يبدو جلياً في رواية ممدوح عدوان - تمَّ بعد قراءة مؤلفي الروايات العربية، روايات أدبية صهيونية أنجزت بالعبرية أو بالإنجليزية أو بالألمانية. وكنت عالجت هذا، مطولاً، في كتاب أصدرته عام 1993 تحت عنوان \" الأديب الفلسطيني والأدب الصهيوني \"، وبإيجاز في كتاب \" اليهود في الأدب الفلسطيني بين 1913 و 1987. وبدا لي أن كثيراً من نصوص كتابنا أنجزت بعد قراءة مؤلفيها روايات صهيونية أو نصوصاً صهيونية، ورمى الأدباء الفلسطينيون والعرب، من وراء كتابتهم، إلى دحض الفكر الصهيوني. لقد بدا هذا واضحاً في بعض كتابات غسان كنفاني ومعين بسيسو ومحمود درويش وأفنان القاسم وممدوح عدوان، وكان رائد هؤلاء، في هذا، الشاعر إبراهيم طوقان الذي كتب أول نص شعري يرد فيه على شاعر يهودي في العصر الحديث، هو نص \" في الرد على رئوبين شاعر اليهود \". ويجدر أن أشير هنا، إلى أن أغلب الكتاب الذين أنجزوا نصوصاً تناولت اليهود، هم كتاب ذوو توجه يساري ماركسي. ولا يعني هذا بأنهم كلهم على هذه الشاكلة، فثمة من يختلف عنهم في هذا الجانب، ولعل مسلسل \" الشتات \" الذي بثته المنار التابعة لحزب الله اللبناني خير دليل على ما أذهب إليه. يظهر لنا المسلسل أن التيار الإسلامي له رأيه أيضاً في هذا الجانب، وإن كان المرء، في النهاية، يلحظ أنْ ليس ثمة اختلاف كبير بين رؤية اليمين واليسار في الكتابة عن اليهود، وأن كتابة التيارين عنهم وتصويرهم في أعمالهم الأدبية ومسلسلاتهم التلفازية يخرج من مقولة هي: لسنا ضد اليهود، وإنما نحن ضد الصهيونية التي لم نكن نحن العرب ضحاياها، وإنما كان اليهود أيضاً ضحاياها، ودفع قسم منهم ثمناً باهظاً لمشروعها ولسياستها، وهي مقولة برزت أيضاً، من قبل، في نصوص كتاب الستينيات من ق 20، وهو ما أوضحته في كتابي \" اليهود في الأدب الفلسطيني \". والكتاب العرب الذين عالجت نصوصهم كتاب بارزون جداً، ونصوصهم مقروءة جيداً، ومعروفة على مستوى الوطن العربي. لعل هذا الكتاب يكون متمماً لدراسات آخرى أنجزها دارسون عرب في الموضوع، ولعله أيضاً يعطي صورة عن صورة اليهود في النصوص الروائية العربية الصادرة في العقد الأخير من القرن العشرين على ضوء صورتهم في الأدب العالمي والأدب العربي القديم منذ فجر الإسلام. |
السعر : 5 $
![]() |
|||
4 |
ما اروع هذه الحرب - نصوص ورموز عسكرية ظاهرة ومبطنة في الأدب الإسرائيليدان ياهف
اول الكتاب كيفية بلورة الروح العسكرية عبر تتبع الآلة التربوية التي استعملتها المؤسسة الإسرائيلية لتنشئة أجيال من الإسرائيليين العنيفين إلى حدٍّ كبير، لقد عمدت هذه \"الآلة\" وفق الكتاب إلى ترويج النصوص التي تُلهب المشاعر القومية الشوفينية من جهة، ومن جهة أخرى تنزع عن الآخر العربي إنسانيته تمهيداً لتبرير إلغائه. يتناول الكاتب \"دان ياهف\" (باحث في التاريخ والجغرافيا) مئات النصوص الأدبية للتأكيد على أن الأدب العبري متخم بالمفاهيم التعبوية المشحونة، رغم اقتصاره على مجالي أدب الأطفال والكبار دون تناول الثقافة الإسرائيلية بشكل عام، وأيضاً ليس كتب ألوية الجيش ونشرات تخليد القتلى ويوميات المعارك، كذلك لم يجر تحليل كتب نظرية بحتة.
ترجم الكتاب وقدم له الكاتب سلمان ناطور، ومن مقدمته نختار: لقد عملت آلة محكمة ومتطورة على صياغة وعي هذه الأجيال، في المدارس والمؤسسات التربوية ووسائل الإعلام وفي الأدب والفن، أنها آلة التربية على العسكرة، وهي آلة ترويج النصوص التي تلهب المشاعر القومية الشوفينية من جهة، ومن جهة أخرى تنزع كل صفة عن \"العدو\" أي عن العربي، فالعربي في هذه النصوص هو \"مخلوق حقير ولا يستحق الحياة\" واليهودي الإسرائيلي في القرن العشرين \"يقوم بمهمة تاريخية، أنه يعيد كيان الدولة اليهودية القوية بعد ألفي عام، اليهودي الإسرائيلي يسجل صفحات بطولية في هذه الحقبة من التاريخ وعمله البطولي هو أقرب إلى المعجزة\"، على هذه العقلية ينشأ الإسرائيليون، ولهذا السبب فإن تشريد شعب بأسره من وطنه وتحويله إلى لاجئين والسيطرة التامة على وطنه وبيته وأرضه، كل هذا يصبح مقبولاً وعادياً وفقاً لهذا الوعي ويستطيع معظم الإسرائيليين التعايش معه، لأنه في نظرهم مبرر: دينياً، بوعد إلهي وسياسياً بدعم عالمي وأخلاقياً بمنطق البقاء للأقوى ولا أحقيّة للعربي على هذا المكان أو في هذه الحياة. إن من يعود إلى أدبيات الحركة الصهيونية منذ بدايات القرن العشرين سيقرأ النصوص الأدبية التي وصفت هذه البلاد، ففي مطلع القرن وبداية الهجرة اليهودية إلى فلسطين بدأت عملية نشر نصوص تُصَّور فلسطين، بلغات هؤلاء المهاجرين وباللغة العبرية عند من تعلمها، وتصفها بأنها صحراء قاحلة في الجنوب وفي الشمال تكثر فيها المستنقعات وأن سكانها من البدو الرُحل البدائيين والقذرين والذين يكرهون اليهود، ونشرت القصص والقصائد التي تمجد الإسرائيلي الذي جاء إلى فلسطين ليحيي القفار وأحضر معه الحضارة الغربية المتطورة والثقافة العصرية، وبدأت هذه الأدبيات تصنع الأساطير الثقافية مثل شخصية أهرون ديفيد غوردون، الفلاح اليهودي العصري والمثقف والذي يعرف كيف يعطي الأرض، خلافاً للبدوي الذي يهملها ولا يحترمها كمصدر للعيش، وفي العام 1925 كتب المندوب السامي هربرت صموئيل تقريراً إلى حكومته يصف هذه العملية التي كانت تجري على أرض فلسطين بقوله: \"إن المستوطنين (اليهود) في كل أنحاء البلاد يعملون في الأرض بتلهف وإيمان، ويحولون المستنقعات والقفار إلى حدائق غنّاء. بلاد متخلفة تتحول إلى دولة متطورة\". |
السعر : 6 $
![]() |